يمكن أن يكون السوق غير متوقع! منذ عام 1950، عندما فات مؤشر S&P 500 فرصة الارتفاع في فترة "سانتا كلوز"، لم يتمكن من تحقيق مكاسب سنوية إلا في 32% من الحالات، بمتوسط عائد سنوي يبلغ 5.7%. بالنظر إلى انخفاض المؤشر بنسبة 1.5% خلال آخر خمسة أيام تداول من عام 2024، يبدو أن ارتفاع عيد الميلاد غير محتمل. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أنه في عام 2023، فات السوق أيضًا الارتفاع ولكنه لا يزال يحقق 57 مستوى قياسيًا جديدًا وزاد من رأس ماله بنسبة 23%. لكل قاعدة استثناءاتها.

عادةً ما يحدث ارتفاع "سانتا كلوز" بسبب إعادة توازن المحافظ في نهاية العام، واستثمارات المكافآت من بعض المتداولين، وانخفاض السيولة، مما يمكن أن يضخم تقلبات السوق. هذا العام، لم يتحقق الارتفاع، ومؤشر S&P 500 يتراجع لأسباب وجيهة.

أداء مؤشر S&P 500 خلال ارتفاع عيد الميلاد

في اجتماعه الأخير، أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى توقف في دورة تخفيف السياسة النقدية، مما يشير إلى أن أسعار الفائدة من المرجح أن تبقى أعلى مما توقعه المستثمرون. ومع توقعات بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، مدفوعًا بالتحفيز المالي لدونالد ترامب، أدى ذلك إلى زيادة عوائد سندات الخزانة. لن يكون من المفاجئ رؤية عوائد السندات لأجل 10 سنوات تتجاوز 5%. تكاليف الاقتراض الأعلى تميل إلى تقليل شهية المخاطرة، مما يدفع المتداولين إلى بيع الأسهم.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن تقييم مؤشر S&P 500 مبالغ فيه. وفقًا لـ FactSet، يتم تداول المؤشر حاليًا عند 22 ضعفًا لأرباحه المتوقعة خلال الـ 12 شهرًا القادمة، مقارنة بمتوسط 10 سنوات يبلغ 18.5.

بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، احتفل سوق الأسهم في البداية، حيث ركز المستثمرون على الجوانب الإيجابية لمؤشر S&P 500. تغذى هذا التفاؤل على توقعات بتخفيف القيود والتحفيز المالي الذي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي وأرباح الشركات. ومع ذلك، فإن تردد الكونغرس في الموافقة على خطة الجمهوريين لرفع وتمديد سقف الدين حتى عام 2027 أثار مخاوف بشأن جدوى مبادرات ترامب الأخرى.

علاوة على ذلك، فإن سياسات الرئيس القادم ليست صديقة تمامًا لسوق الأسهم. فإجراءات مثل ترحيل المهاجرين غير الموثقين وزيادة الحواجز أمام الهجرة يمكن أن تضعف سوق العمل وتبطئ نمو الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التعريفات الجمركية والحروب التجارية إلى تسريع التضخم. السوق حاليًا يعترف بهذه العوامل السلبية، والتي، إلى جانب اتجاهات هبوطية أخرى، تدفع المؤشر إلى الانخفاض.

على الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500، انتهى الصراع من أجل القيمة العادلة عند 6,050 لصالح الدببة، مما أدى إلى انخفاض دون 5,980 الذي أثار ضغط البيع. لذلك، يبدو أن الحفاظ على المراكز القصيرة وزيادتها تدريجيًا هو استراتيجية حكيمة. تم تحديد مستويات الأهداف لهذه الاستراتيجية عند 5,800 و5,650.